منتديات شباب المدينة 100 ../.. 100

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات شباب المدينة 100 ../.. 100

ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد


    قصة روتها امرأة فلسطينية

    achrafdimaraja
    achrafdimaraja


    عدد المساهمات : 29
    تاريخ التسجيل : 30/03/2009

    قصة روتها امرأة فلسطينية Empty قصة روتها امرأة فلسطينية

    مُساهمة  achrafdimaraja الأربعاء أبريل 01, 2009 5:54 pm

    هذه قصة روتها امرأة فلسطينية نقلتها لكم للفائدة


    ________________________


    [center]وقعت هذه الحادثة معي قبل ثلاثة أعوام,وبالتحديد في الأول من نيسان( أبريل)… إن الظروف أحيانا ً هي التي تدعو للكذب وربما ما ظهرت كذبة أبريل في التاريخ إلا نتيجة للظروف التي مر بها الشعب المقهور لكي يتهرب من جباة الضرائب التي تفرض عليه وتمتص قوته وقوت عياله ثم أصبحت كذبة ابريل مادة للضحك والفكاهة واختراع المقالب بين الأصدقاء. كان ذلك الأول من ابريل الذي لم أفطن إليه إلا عندما عدت إلى بيتي، ونظرت للروزنامة المعلقة على الحائط، ربما ذلك ما شجعني أكثر على الكذب. فقد خرجت صبيحة ذلك اليوم في طريقي للعيادة الصحية التابعة لوكالة الغوث حيث تتلقى طفلتي تطعيماتها الشهرية وتشاء الظروف أن يتواجد زوجي في البيت لأن الطرق المؤدية إلى مكان عمله كانت مغلقة في ذلك الصباح بسبب الحواجز العسكريةالتي تضعها قوات الاحتلال، خرجت وصوت زوجي يهدر خلفي، إنه يمارس الدور التقليدي الذي يشعره بسطوته وجبروته كرجل البيت، لا تتأخري! أمامك ساعة واحدة للعودة إلى البيت إبتداء من الآن، لا تقفي أمام الباعة الجائلين الذين يعرضون بضاعتهم الرخيصة على أبواب العيادة. كل هذه التعليمات أحفظها عن ظهر قلب، ولا أجد إلا أن أردد كلمة حاضر، وأنفذها بكل دقة ولكنني لا أمنع نفسي من الوقوف أمام الباعة واستعراض بضاعتهم سريعا ً، إن فضول الأنثى لهو أقوى من كل تعليمات زوجي…! تلقت ابنتي التطعيم في ذلك الصباح ووقفت أمام أحد الباعة أتفرج على بضاعته، وكانت ابنتي تعبث بالمعروضات وهي تبكي ألما ً فالوخز بالإبر ليس هوايتها المحببة، على كل حال حاولت أن أشغلها عن آلامها بالألعاب الصغيرة التي يعرضها أحد الباعة، لا أدري تلك اللحظة كيف أفلتت من قبضتي، ولكنني انتبهت على صراخها وهي تقع أمام إحدى سيارات الأجرة، هرولت إليها لكي أحتضنها بين ذراعي، صدمة خوفي كانت أقوى من أي تفكير عاقل، فقد تلطخت ملابسي وملابسها بالأوحال والقاذورات التي تملأ الشارع، كل ما همني في تلك اللحظة هو سلامة ابنتي ونجاتها من حادثة مفجعة لولا ستر الله ورحمته بي أولا ً نظرت بعدها إلى وجه السائق الذي كان يسوق السيارة، لم يكن الوجه غريبا ً، إنه من تلك الوجوه التي تطويها السنوات في الذاكرة ثم لا تلبث ان تنهض سريعا ً وتطفو على السطح وتجعلك تهتف: أنت فلان، ولكن الهتاف هذه المرة كان من نصيب السائق الذي قال لي: أنت فلانة ابنة جارنا أبو فلان، لقد كنا نلعب سويا ً، ثم أصبحنا نتلقى دروسا ً إضافية في اللغة الانكليزية في نفس المعهد، لم يخف فرحته على الأقل أنني (معرفة قديمة) فلن أدخل معه في مشاكل عن المخطئ والحق على مين؟! مع أنني لم أكن أنوي أن أدخل مع السائق بأي مشكلة؟! فأنا أعرف ما ينتظرني في البيت، إنني أشفق على إنسان آخر من استجواب وتحقيق وأسئلة لا تنتهي كما أشفق على نفسي من أسئلة زوجي واستعراضاته التي تجعلني أشعر أنني المخطئة دائما ً. أبديت سعادتي أنني أتذكره، وهنا ألح علي أن يأخذني إلى بيته حتى تقوم زوجته بتنظيف ملابسي وملابس طفلتي لأنه يسكن في نفس الشارع الذي وقع به الحادث حيث كان قد خرج لتوه من بيته قاصدا ً باب رزقه، ترددت وأخذت أحسبها، كيف سأعود إلى البيت بهذا الشكل؟! ماذا سأقول لزوجي، سوف تمرض ابنتي من ثيابها المبللة. ولكنه لم يترك أمامي فرصة للتردد فقد حمل طفلتي وهرع بها إلى بيته وأنا أتبعه، وهناك عرفني على زوجته وأطفاله وبدأت أنظف ملابسي أما ابنتي فقد كان من الصعب أن يتم تنظيف ملابسها بهذه السرعة فأحضرت لها زوجة السائق “جاري سابقا ً” ملابس مناسبة من ملابس أطفالها. غادرتهم وأنا أعدهم بالزيارة القريبة، وأخذت أحدث نفسي ماذا لو عرف زوجي بما حدث، كيف أدخل بيت رجل غريب ليس إلا جارا ً قديما ً، نسيت أن أخبركم أنني قد شربت أيضا ً كوبا ً من العصير، سرحت، ما الذي يمنع أن يكون لي صديق أو زميل سابق أستعيد علاقتي الاجتماعية مع عائلته وأصبح أنا وزوجته صديقتين، إن لزوجي أصدقاء قدامى منذ أن كان طالبا ً جامعيا ً واستعاد علاقته بهم، أصبح بينه وبينهم علاقات ود وتعارف وزيارات في المناسبات لماذا يحرم الرجل الشرقي على زوجته ذلك الحق الذي يمنحه لنفسه تخيلت منظر زوجي وأنا أحكي له عن الجار القديم والصديق أو الزميل السابق، من المؤكد أنه سينظر إليه على أنه ماض ٍ بل هو ماض ٍ مخجل يجب أن لا أذكره مادمت زوجة محترمة. تخيلت ملف التحقيق الذي سيفتحه لي زوجي، والأسئلة التي سيحاصرني بها عن مدى علاقتي بجاري القديم، وربما سبح به الخيال إلى أبعد من ذلك حتى يتخيله الحب الأول لي الذي عاد فجأة، سيتصوره غريمة، هكذا حدثت نفسي، إن زوجي لن يتغير لأنني يجب أن أغير مجتمعا ً بأكمله منح للرجل حقوقا ً وبخل بها على المرأة. وصلت البيت متأخرة عن موعدي نظرت إلى الساعة، نظرت إلى الروزنامة التي تحمل التاريخ، أول ابريل، يجب أن أكذب، كان زوجي على الأريكة يحادث صديقه القديم ويتفق معه على سهرة قريبة في بيتنا، ولكنه لم يتردد أن يقطع المحادثة ليسألني لماذا تأخرت؟! لماذا ترتدي الطفلة ملابس جديدة غير تلك التي كانت ترتديها عند خروجكما معا ً، رويت له ما حدث بسرعة ، ولكنني أغفلت جزءا ً مهما ً، حين سألني عن اسم السائق وهو يتوعده بالويل، قلت له لا أعرف، فقد فر سريعا ً، أما عن مصدر الملابس الجديدة فقلت: لقد قابلت زميلة قديمة شاهدت ما حدث فصحبتني والطفلة إلى بيتها القريب حيث نظفت ملابسي واستبدلت ثياب الطفل. لم أنس وأنا أقول له زميلة قديمة أن أهرب بعيني نحو الحائط حيث الروزنامة المعلقة، أول ابريل، ولم أنس أن أضغط على حروف الكلمة جيدا ً وخاصة التاء المربوطة للتأنيث، زميلة، قديمة.

    [
    /center]

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أكتوبر 12, 2024 9:22 am